أعلن سليم بوري، رئيس شركة «سيتا» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أن مطارات دولة الإمارات، وعلى رأسها مطارا دبي وأبوظبي، قد نجحت في ترسيخ معايير عالمية جديدة في مجالات الابتكار والكفاءة وتجربة المسافرين.
وأكد بوري، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات (وام)، التزام الدولة القوي بالتحول الرقمي واعتماد أحدث التقنيات، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يأتي في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها المطارات نتيجة ارتفاع أعداد المسافرين.
وكشف أن شركة «سيتا» تعمل بشكل وثيق مع مطارات الإمارات لفهم احتياجاتها الخاصة وتقديم حلول تكنولوجية مصممة خصيصًا لتلبية تلك الاحتياجات.
ومن بين المبادرات الرائدة، أشار بوري إلى نظام «السفر الذكي» في مطار زايد الدولي بأبوظبي، والذي يُعد منصة متكاملة تعتمد على معالجة الهوية البيومترية لتيسير إجراءات سفر المسافرين. وأوضح أن هذا النظام يسهم في تقليل الازدحام وفترات الانتظار، ويعزز من قدرة المطار على استقبال المزيد من الرحلات الدولية.
وقد شهد مطار زايد الدولي نموًا كبيرًا في حركة الطيران خلال عام 2024، ما جعل من تبنّي الحلول الرقمية أمرًا ضروريًا. ومنذ افتتاح مبناه الجديد في نوفمبر 2023، تمت معالجة أكثر من مليون مسافر باستخدام تقنيات التعرف على الوجه، ما منح كل مسافر هوية رقمية فريدة تتيح له تجربة سفر سلسة تبدأ من تسجيل الوصول وحتى المغادرة، بما في ذلك اجتياز إجراءات الجوازات خلال أقل من 12 دقيقة.
وأوضح بوري أن نجاح نظام «السفر الذكي» في أبوظبي يمهّد الطريق لتطبيقه في مطارات أخرى داخل الدولة، مشيرًا إلى وجود خطط قريبة لتوسيع نطاق استخدام المعالجة البيومترية في نقاط التفتيش، بما يدعم تجربة سفر خالية تمامًا من التلامس.
ولفت إلى أن تقنيات الخدمة الذاتية ستشكّل محورًا رئيسيًا خلال السنوات المقبلة، وتشمل:
وأكد بوري أن الأمن السيبراني يظل من الأولويات الرئيسة في استراتيجية المطارات الرقمية بدولة الإمارات، مشددًا على أن الحلول الذكية تسهم في تعزيز السلامة، وتقليل التأخيرات، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية.
وتوقّع أن يشهد العقد المقبل زيادة في اعتماد المطارات على تقنيات الاتصالات من الجيل القادم، بما في ذلك إنشاء منظومة بيئية متكاملة لمطار ذكي بالكامل.
وتحدّث بوري عن فوائد شبكات الجيل الخامس (5G)، والتي تتيح اتصالًا مباشرًا وسلسًا بين الأجهزة، مما يعزز الاتصال الأرضي بين المسافرين والأنظمة والعمليات التشغيلية.
كما أشار إلى دعم الإمارات للتقنيات المستقبلية مثل شبكات الجيل السادس وخدمات الإنترنت اللاسلكي المتقدمة.
وأوضح أن المطارات وشركات الطيران والحكومات في منطقة الشرق الأوسط تستثمر بشكل مكثف في التقنيات الحديثة بهدف تحسين تجربة المسافرين وتعزيز كفاءة العمليات.
وبيّن أن أنظمة القياسات الحيوية وبوابات العبور الإلكترونية تحظى حاليًا بدعم استراتيجي وتمويل واسع النطاق، ضمن جهود التحول الرقمي الشامل.
وشدّد بوري على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة في إدارة الرحلات، لما لها من تأثير فعّال في تقليص التأخيرات وتعزيز اتخاذ القرار.
وأشار إلى أن المطارات وشركاءها ينتجون كميات هائلة من البيانات، إلا أن كثيرًا منها لا يُستفاد منه بالشكل الأمثل، متوقعًا أن تعتمد مطارات المستقبل خلال العقد القادم بشكل متزايد على:
وأكد أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات لا تهدفان إلى استبدال الإنسان، بل إلى تعزيز التعاون الذكي بين العنصر البشري والتكنولوجيا.
وفي ختام تصريحاته، أعلن بوري أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستتوسع لتشمل مجالات أوسع في قطاع الطيران، مثل: جدولة الرحلات، وأتمتة مناولة الأمتعة، ودعم مراكز العمليات، وتحسين كفاءة استهلاك الوقود.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي سيسهم كذلك في تعزيز أمن المطارات عبر تحسين قدرات الكشف عن التهديدات، وتوفير خدمات مساعدة متعددة اللغات للمسافرين.